Archive for the ‘ دراسات ’ Category

نحو حلول عملية للتغلب على العقبات في سبيل الوحدة العربية

نحو حلول عملية للتغلب على العقبات في سبيل الوحدة العربية

د . قسطنطين زريق

-1-

لابد قبل الخوض في هذا الموضوع الذي طُلب مني أن أعالجه ، من إبداء ملاحظة مبدئية حول صيغة عنوانه . فإن هذه الصيغة قد توحي بأن الوحدة العربية سهلة التحقيق قريبة المنال ، وان ما يحتاج إليه المجتمع العربي هو بعض حلول ” عملية للتغلب على العقبات القائمة في وجهها . فكأنما ثمة حلول جاهزة يمكن استخراجها من مخبئها أو استعارتها من الغير والأخذ بتطبيقها فتؤتي ثمارها بيسر وسرعة ، أو كأنما نستطيع أن نستنبط حلولاً جديدة ذات فاعلية أكيدة . والواقع أن الأمر أكثر تعقداً وأشد خطراً مما قد يبدو لأول وهلة من عنوان هذا الموضوع …  

النص الكامل 

الوحدة : حديث العقل والعاطفة

الوحدة : حديث العقل والعاطفة

د . سعدون حمادي

-1-

حديث الوحدة لا بد أن يكون حديث العقل والعاطفة في الوقت نفسه . الوحدة حديث العقل بكل ما في كلمة العقل من معنى في هذا المجال : كوجود روابط عديدة وقوية بيننل نحن العرب أكثر من كافية لتوحيدنا ، وكاعتماد تنمية اقتصادنا كلياً على دمج اقتصاد الأقطار المجزأة الفقيرة المحاصرة المتخلفة بإقتصاد متنوع واسع متكامل الموارد الأولية وواسع السوق . ولكن إضافة لكل هذه الأسباب العقلية والبديهية وغيرها من الأسباب هناك سبب عقلي وبديهي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ( كما يقال ) ان لم نفهمه لا يمكن ان نفهم شيئاً بعده ، ألا وهو أنها – أي الوحدة – السبيل الوحيد لدرء الأخطار عنا ورد الإعتداء عن بلادنا ، وبكلمات بسيطة للدفاع عن بقائنا . وقضية أهمية الوحدة للدفاع عن أرضنا بوجه خطر الصهيونية وأخطار الطامعين الآخرين سهلة الفهم ولا تحتاج لشرح . كان علينا أن نفهمها نحن العرب منذ أن بدأت علائم الأخطار بالظهور قبل عشرات السنين ، والغريب أننا لم نستطع أن نفهمها آنذاك ، ولكن الأغرب من كل ذلك أننا لم نستطع أن نفهمها حتى اليوم بالرغم من كل ما حدث وما يتتابع من أحداث يجر بعضها بعضاً كحلقات سلاسل الحديد . ولكن أي وضع مترد نحن فيه الآن ؟ وأي مرض قومي عضال نعاني منه ليجعلنا غير قادرين على فهم الخطر المحدق بنا وبالتالي بقاءنا محجمين عن الطريق الوحيد المتبقي لدينا لدرء ذلك الخطر ألا وهو الوحدة ؟

النص الكامل

الفكر المقاوم أعلى مرتبة من مراتب الفكر التبشيري

الفكر المقاوم أعلى مرتبة من مراتب الفكر التبشيري

د . نديم البيطار

في كتاباتي المختلفة كنت انتقد باستمرار قصور الفكر العربي الثوري وعجزه، وأرجع العجز والقصور إلى ما أسميته بطبيعته التبشيرية (أو الميتافيزيقية) كما كنت أفسر هذه الطبيعة بإرجاعها نهائياً إلى إطارات نفسية وعقلية قبلية ولا واعية لا تزال تبلور الذات العربية، وتتفرع من فلسفة الحياة الدينية الما ورائية التي تحدد الوجود العربي التقليدي وتتسرب إليه في جميع مستوياته وظواهره وأبعاده، وتقولب الشخصية العامة. فما هو هذا الفكر التبشيري؟ ما هي طبيعته[1]؟ الفكر المثالي الطوبائي الميتافيزيقي، الأخلاقي، أو ما درجت على تسميته بالفكر التبشيري يتميز، فيما يتميز به، بالركض وراء مقاصد لا يمكن تحقيقها، أو نحو مقاصد لا ترتبط بالواقع الاجتماعي التاريخي الموضوعي والقوى الفاعلة فيه. فهو فكر يحاول، في الوقت نفسه، السعي وراء أهداف متناقضة ينفي بعضها البعض الآخر، أو الوصول إلى مقاصد معينة دون أن تتوفر له الوسائل المناسبة. الفكر العربي الثوري هو، أساساً وفي معظمه، من هذا النوع.

النص الكامل